Friday, April 29, 2011

سُعار لبثينة العيسى


رواية "سُعار" للروائية الكويتية الشابة بثينة العيسى، تأتي رواية سُعار التي صَدرت في العام 2005 بعد روايتها الأولى "ارتطام لم يسمع له دويّ". لتحكي سيرة بطلتها سعاد على شقين لكل منهما زمان مختلف وطابع مغاير، لتكشف لنا جانبين مختلفين كل الإختلاف، يجتمعان في جسد واحد تلفه الحيرة والدهشة والرغبة، فتارةَ تظهر سُعاد بتلك الشخصية المسيطرة، وذلك في علاقتها مع عشيقها مشعل، وتارة تلك الفتاة التي يشع وجهها بالطفولة والبراءة، بعالم صغير جميل له حدوده البسيطة، حتى ظهر ذلك الرجل وهو صديق والدها الذي عرفته قبل أن يعرفها، ودخلت إلى عالمه قبل أن يقتحم هو عالمها الصغير، ليحطم كل حدٍ عرفته، ويكشف لها عالم صاخب عجزت هي الآخرى أن تصنع له حواجز.


سُردت بداية الرواية من نهايتها، وذلك أثناء علاقة مضطربة طغت هي بشخصيتها على عشيقها مشعل، التي أرادت هي أن تنهيها، والتي أرادت هي أيضاً عودتها من جديد عندما عرضت عليه الزواج دفعة واحدة، ليصطدم هو بذلك الطلب الذي قذفته علية هكذا بلا مبالات، وهو الذي توسل لها سابقاً لإستمرار العلاقة!!


عاشت سعاد طفولتها بعالمها الصغير، حتى وجدت نفسها داخل ذلك الدولاب، ذلك المكان ذو الحدود الضيقة، والذي من خلاله عرفت كم هو كبير هذا العالم، عندما كانت تتسلل إليه حتى يتسنى لها التلذذ بأحاديث ذلك الرجل وهو صديق والدها، عندما يأتي لزيارتهم، لتتكشف لها المحرمات والأسرار، ويغزوها الرعب والدهشة، بعالمٍ جديدٍ عابث، وبعد نشوء علاقة سرية بينها وبين ذلك الرجل، والتي تدرجت بحدتها حتى وجدت نفسها سعاداً مختفلة عن تلك التي عرفتها في البدء.


رواية شيقة وجميلة، أبدعتها الأديبة بثينة العيسى.


Sunday, April 3, 2011

على هذه الأرض ما يستحق الحياة


على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبز في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس، أول الحب، عشب على حجر، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكريات.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة: نهاية أيلول، سيدةٌ تترك الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يقلد سرباً من الكائنات، هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوف الطغاة من الأغنيات.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين، سيدتي: أستحق لأنك سيدتي، أستحق الحياة.